<$BlogDateHeaderDate$>
حروب اوروبا و حروب العرب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!0
 أعلنت اسبانيا اول من امس ان عدد القتلى خــــــلال اربعين عاما من اعمال التفجير والقتل التي قامت بها منظمة «الباســـــــك» الانفصالية «ايتا» بلغ 800 شخص . واعتقدت في البداية ان شـــــــــــــح النظر وانخفاض السمع هما اللذان يجعلانني أرى هــــــــذا الرقم. لكنني تأكدت، بالمجهر، او المكبر، ان الرقم صحيح. او بالاحرى الرقمين: 40 عاما و 800 قتيل. المؤسف ان الاعلان جاء في الوقت الذي اعلنــــــت بغداد ان حصيلة النهار من القتلى كان عشــــــــرينا، واعلنت فلسطين ان قتلاها عشرة: اربعة بالرصاص الاسرائيلي ، ستة بالرصاص الاخوي في شـــــوارع غزة، من بيت الى بيت ومن حارة الى حارة، كما كان يحدث في أزقة بيروت. وعندما اعلن الناطق الاسباني الرقم لم يكن مبتهجا، بل كان يدلل على فظاعة ما حدث وحجم الكارثة التي حلت ببلاده، التي كانت قبل ذلك مسرحا لحرب اهلية اشتركت فيها كل اوروبا يسارا ويمينا وبين بين. منذ عامين، او اكثر قليلا، اعلن ناطق بريطاني ان ضحايا الحرب الاهلية في ايرلندا الشمالية خلال ربع قرن بلغ نحو 2000 قتيل. وهؤلاء، مثل ضحايا «ايتا»، ليس بينهم نساء ولا اطفال، الا القليل. !0 لماذا يكون عدد الضحايا العراقيين في شهر، اضعاف ضحايا ايرلندا الشمالية واسبانيا في نصف قرن!0! لا أدري. أنا فقط أسأل. وأسأل لماذا أدت الحرب الاهلية في لبنان الى مقتل 200 الف شخص خلال 15 عاما، وأدى الى رقم ـ مجرد رقم ـ مشابه في الجزائر، والى 25 الف قتيل في عمان خلال شهر واحد من صيف 1970؟ لماذا نصف مليون قتيل في العراق خلال ثلاث سنوات، في اقل التقديرات واكثرها تحفظا؟ لماذا عشرات الآلاف من القتلى في السودان خلال 40 عاما مقابل 800 في اسبانيا؟ لماذا تكون مقاومة الباسك للنظام ومقاومة الايرلنديين للحكم البريطاني، حادة وعنيفة وصلبة وعنيدة ومستمرة، ولا يسقط فيها خلال نصف قرن ما يسقط في العراق خلال شهر؟ لا بد ان ثمة سببا جوهريا ـ او علة عضوية ـ تجعل هذا الفرق المرعب بين ضحايا الحروب الاهلية عندنا وبين الحروب الاهلية عند سوانا. هل تستحق المسألة «حلقة دراسية» مثلا؟ هل تستأهل ان ندعو علماء الدين وخبراء السياسة وعلماء الاجتماع، الى قاعة يدرسون فيها هذه الظاهرة. لماذا هذا الاحتقار المرعب للنفس البشرية عند العرب، من جميع الفرقاء؟ وبأي عين او جبين لا نزال نقبل ان نقايض اسرائيل كل ألف أسير بعظمة من رفات مفقود؟ والى متى سنظل نعرض على العالم، «كل يوم» مشاهد اللطم والنواح والاجساد المتفجرة في شوارع بلا اسماء؟ واذا كانت رام الله قد فقدت اربعة شهداء بالرصاص الاسرائيلي فماذا نسمي قتلى المعارك الفلسطينية الأبية في غزة؟ هل نسميهم شهداء الزور والانحطاط الوطني ووقاحة النفس العربية التي يهين عليها ان تفقد اسبانيا في صراعها السياسي الاقسى (800) قتيل في 40 عاما، فيما يعلن رئيس دولة عربية ان رقم القتلى في بلاده مبالغ فيه جدا. انهم فقط تسعة آلاف؟ سوف تتسائلون مثلى و تتعجبون و من ثم سوف نعود للمارسة حياتنا الطبيعة و كأن شىء لم يحدث فهذة ه حال العرب ... كل العرب ف تصبحون على وطن
المصدر : وصلنى هذا الموضوع برسالة عبر البريدالالكترونى من احد الاصدقاء
|
